تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة ترسيخ مكانتها العالمية كقوة دافعة في مسار التحول نحو الاقتصاد الأخضر، فمن خلال استضافتها للدورة الحادية عشرة من القمة العالمية للاقتصاد الأخضر، بداية الشهر الجاري تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، لتؤكد مجدداً التزام الدولة بمواصلة جهودها نحو مستقبل أكثر استدامة.
ومنذ انطلاقها عام 2014، نجحت القمة العالمية للاقتصاد الأخضر في أن تصبح منصة استراتيجية تجمع قادة الحكومات والخبراء والمستثمرين من مختلف دول العالم لتبادل الخبرات وتنسيق الجهود الرامية إلى مواجهة التحديات المناخية. وقد أسهمت القمة في دفع الحوار العالمي نحو خفض الانبعاثات الكربونية وتشجيع التحول الطاقي واعتماد الابتكارات التقنية التي تسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
ويأتي انعقاد القمة هذا العام تحت شعار «الابتكار المؤثر: تسريع مستقبل الاقتصاد الأخضر»، ليعكس تركيز الإمارات على تعزيز الاستثمارات الخضراء وتطوير التكنولوجيا النظيفة ودعم مبادرات الطاقة المتجددة. كما تسعى القمة إلى ضمان حلول مناخية عادلة وشاملة وتمكين الأجيال القادمة من قيادة مسيرة الاستدامة.
قدّمت الإمارات نموذجاً ملهماً في تطبيق مفاهيم الاقتصاد الأخضر على أرض الواقع. فقد أطلقت في عام 2012 استراتيجية الإمارات للتنمية الخضراء تحت شعار «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، لتصبح الدولة مركزاً إقليمياً لتصدير وإعادة تصدير التقنيات الخضراء. وتبع ذلك إطلاق الأجندة الوطنية الخضراء 2030، التي تهدف إلى تحقيق اقتصاد معرفي تنافسي وبيئة مستدامة، وتعزيز الطاقة النظيفة والتكيف مع تغير المناخ، وتحسين جودة الحياة والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.
ومن بين المبادرات المتميزة، برزت مبادرة «إيكومارك» كأول إطار اعتماد عالمي للاستدامة مخصص للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، لتعزيز تنافسيتها في قطاعات الاقتصاد الأخضر.
كما أطلقت هيئة البيئة – أبوظبي برنامج «العلامة البيئية للمصانع الخضراء» لتشجيع المنشآت الصناعية على تبنّي حلول تقلل من الملوثات وتعزز الكفاءة البيئية.
لم تقتصر جهود الإمارات على السياسات العامة فحسب، بل شملت تطوير معايير البناء الأخضر وتطبيقها في مختلف إمارات الدولة، إلى جانب التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة والنقل المستدام، في خطوة تعكس التزام الدولة بخفض الانبعاثات وتحقيق التكيف مع التغير المناخي.
ومن خلال استضافتها الدورية للقمة العالمية للاقتصاد الأخضر، تثبت الإمارات دورها الريادي في دعم قضايا الاستدامة على الصعيدين الإقليمي والدولي. فهي لا تكتفي بتوفير منصة للحوار وتبادل الخبرات، بل تعمل على تحويل الأفكار إلى مبادرات واقعية تترجم التزامها بمستقبل بيئي مزدهر وآمن للأجيال القادمة.