مشروع يصنع أمة قارئة

فاطمة المزروعي

819

يُعد تحدي القراءة العربي مبادرة رائدة أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، عام 2015، بهدف إحياء عادة القراءة في العالم العربي وترسيخ ثقافة المعرفة بين الأجيال الجديدة.

ومنذ انطلاقه، تحوّل التحدي إلى حركة فكرية ونهضوية تشمل ملايين الطلبة في مختلف الدول العربية والجاليات حول العالم، رافعين شعار اقرأ… ترتقِ.

لقد كان لهذا المشروع تأثير عميق في المجتمعات العربية، إذ ساهم في إعادة إحياء العلاقة بين الطفل العربي والكتاب بعد أن كادت تتراجع أمام التكنولوجيا الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي.

فقد شجع التحدي الطلبة على المطالعة اليومية، وأسهم في تطوير قدراتهم على التفكير والتحليل والتعبير عن آرائهم بثقة. كما أوجد بيئة تنافسية إيجابية بين المدارس والأسر، حتى أصبح الكتاب جزءاً من الحياة اليومية للطلاب.

ومع اتساع نطاق المشاركة، التي تجاوزت 32 مليون طالب من أكثر من 50 دولة، بات التحدي منصة عالمية تُظهر الوجه الحضاري للغة العربية، وتعزز مكانتها لغة علم وثقافة. كما دفع الحكومات والمؤسسات التعليمية إلى دعم مبادرات القراءة وتطوير المكتبات المدرسية، ما أسهم في تحسين مستوى التعليم ونشر الوعي الثقافي بين الأجيال.

واليوم تتجه الأنظار إلى إمارة دبي حيث سيقام حفل تتويج أبطال تحدي القراءة العربي، في مشهد ينتظره الملايين بكل فخر واعتزاز، احتفاءً بجيلٍ جعل من الكتاب صديقاً ومن القراءة طريقاً نحو النجاح والنهضة.

إن تحدي القراءة العربي لم يكن مجرد مسابقة، بل مشروع تنويري يُعيد للأمة العربية مجدها الفكري ويغرس في نفوس أبنائها أن المعرفة هي الطريق إلى التقدّم. وبفضل هذا التحدي، بدأ جيل جديد يؤمن بأن الأمم التي تقرأ… هي الأمم التي تبقى وتزدهر.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار