من الفقر إلى السلطة…ميلوني تسرق الأضواء في قمة شرم الشيخ

702

شهدت قمة شرم الشيخ للسلام لعام 2025 تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، خصوصاً بعد التعليقات التي وجهها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أردوغان لرئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني.

أدلى ترامب بتصريحات وُصفت بالتركيز على مظهر ميلوني خلال خطابه في القمة، معترفاً بأن هذا النوع من الإطراء قد يعرّضه للمساءلة. وقال: «لدينا امرأة شابة وجميلة هنا. ليس من حقي قول ذلك عادة، فقد تؤثر على حياتك المهنية، لكنها امرأة جميلة، وسأخاطر بالقول».

ثم تابع وهو يبحث عنها بين الحضور: «أين هي؟ هل يزعجك أن قلت إنك جميلة؟ لأنها الحقيقة. إنها محط احترام كبير في إيطاليا، وهي سياسية ناجحة للغاية». وأبدت ميلوني، التي كانت تقف خلفه مباشرة، موقفاً هادئاً مصحوباً بابتسامة.

 

نصيحة أردوغان الودية

خلال القمة، التقطت الكاميرات موقفاً آخر جمع بين ميلوني والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حيث وجه إليها حديثاً يجمع بين الثناء والنصيحة الصحية، قائلاً بابتسامة: «تبدين رائعة، لكن يجب أن أجعلك تتوقفين عن التدخين».

من هي جورجا ميلوني؟

جورجيا ميلوني، التي ولدت عام 1977 في حي فقير بالعاصمة الإيطالية روما، تمثل قصة صعود استثنائية في السياسة الأوروبية، حيث جمعت بين الكاريزما الشعبية والدهاء السياسي لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة وزراء إيطاليا.

نشأت ميلوني في كنف أم وحيدة بعد أن ترك والدها الأسرة، وبدأت حياتها العملية في أعمال بسيطة مثل بيع الأسماك والفواكه في الأسواق الشعبية. وفي سن الخامسة عشرة، انضمت إلى حزب «الحركة الاجتماعية الإيطالية»، وسرعان ما لفتت الانتباه بخطابها القوي وقدرتها على التواصل مع المواطنين.
أسست ميلوني حزبها الخاص «إخوة إيطاليا» عام 2012، الذي قادها لاحقاً إلى رئاسة الحكومة بعد تحقيق فوز تاريخي في انتخابات 2022 بحصوله على أكثر من 26% من الأصوات، لتصبح بذلك أصغر وأول امرأة تشغل هذا المنصب في تاريخ إيطاليا.

 

سياسات محافظة وصورة مزدوجة

ترفع ميلوني شعار «الله، الوطن، العائلة»، وتتخذ مواقف محافظة في قضايا الأسرة والهجرة، مع الدعوة للحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين عبر اتفاقيات مع دول شمال إفريقيا. وفي الوقت نفسه، تظهر مرونة في المجال الاقتصادي والعلاقات الأوروبية، محافظةً على استقرار الأسواق واستمرار برامج التنمية الأوروبية. ومن أشهر أقوالها: «أنا جورجا، أنا امرأة، أنا أم، أنا إيطالية، وأنا مسيحية. ولن تأخذوا ذلك مني أبداً!».

 

رمز جديد لليمين الأوروبي

يرى محللون أن ميلوني تمثل نموذجاً جديداً لليمين الشعبوي الأوروبي، يجمع بين الخطاب القومي والبراغماتية الواقعية. وتُعد مثالاً على من صعد من هامش السياسة إلى مركزها دون أن تتخلى عن لغتها البسيطة وصورتها كابنة الشعب.
قصة ميلوني تعكس تحولات السياسة الأوروبية الحديثة: امرأة بدأت حياتها في الأسواق الشعبية ووصلت إلى قيادة واحدة من أكبر دول الاتحاد الأوروبي، متجاوزة الحواجز الاجتماعية والأيديولوجية لتصبح رمزاً لصعود اليمين المعتدل في القارة العجوز.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار