إرث زايد الإنساني ثروة استراتيجية

بقلم: د. سيف محمد الجابري

626

«إن بلادي مصممة على تقديم كل مساعدة ممكنة للاتحاد، ونحن نأمل أن يتوج الله جهودنا في هذا السبيل بالنجاح وأن يبرهن الاتحاد في السنوات القادمة على أنه مصدر وقوة إضافية للعالم العربي، والسلام والأمن والاستقرار في المنطقة». هكذا كان تصميم  الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ،طيب الله ثراه، القائد الحكيم والمؤسس، لم يكن فقط زعيماً سياسياً بل كان رمزاً للإنسانية والخير.

إرثه الإنساني والخيري يشكل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ الإمارات ويستمر في إلهام الأجيال الجديدة. إنه إرث يعكس روح العطاء والسخاء التي كانت جزءاً لا يتجزأ من شخصيته. إنه يذكرنا بأهمية مساعدة الآخرين ومشاركة الثروة مع الأشد حاجة. إنه إرث يستحق الاحترام والتقدير، ويظل مصدر إلهام للجميع في سبيل بناء عالم أفضل.

فقد كانت وصيته ،طيب الله ثراه،: «إنني أوصي بصفة عامة باستخدام كل الأجهزة الحديثة المتاحة في العالم، التي تساعدنا على تخفيف الآلام وبمساعدة المرضى. ونحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نحرص على حياة الإنسان؛ لأنه أثمن ما في الوجود، وأفضل من الثروة».

التزام

منذ البداية، كان الشيخ زايد ملتزماً بتحقيق التنمية المستدامة ورفاهية شعبه. قاد مشاريع ضخمة في مجالات التعليم والصحة والإسكان، مما أسهم في تحسين معيشة المواطنين في كل مراحلها فاهتم بصغائرها قبل كبائرها، كما نجد في قوله: «إننا نطالب رئيس مجلس إدارة صندوق الزواج بالتعميم على اللجان التابعة للصندوق، بحصر حالات الزواج التي تمت قبل عام من إنشاء الصندوق لمساعدة الشباب الذين يعيشون أوضاعاً مادية تتطلب المساعدة».

وتظل كذلك أبرز مساهمات الشيخ زايد تتجلى في الأعمال الإنسانية والخيرية خارج الوطن. ويوضح ذلك بقوله: «إن دولة الإمارات أصبحت اليوم دولة بارزة المعالم ويستفاد منها في العالم العربي والإسلامي بعد أن كانت شيئاً لا يذكر، ولم يكن لها في الماضي صيت أو كيان، أما اليوم فقد أصبحت فائدة وجودها ذات فعالية كبيرة ودور يذكر بين الأمم، وهذا شيء نشكر الله ونحمده عليه، لأن ذلك تم بقدرة الله وعونه، وهو ما يتطلب منا بذل المزيد لتوفير المسرة لشعبنا وأمتنا ليس على الصعيد المادي فقط، وإنما على صعيد العمل المعنوي البارز أيضاً، الذي يزيد من التآخي والتآزر والقوة والمواقف التي تؤدي إلى تقدير المجتمع الدولي لنا بقوتنا وتآخينا وتآزرنا، لأنه بدون ذلك لا يمكن للعالم أن يقدرنا كأمة واحدة».

كان القائد المؤسس الشيخ زايد مؤمناً بأهمية العمل الخيري والتكافل الاجتماعي. أسس العديد من المؤسسات الخيرية والمشاريع الاجتماعية التي تهدف إلى تقديم المساعدة للمحتاجين. ولا تزال هذه المؤسسات تعمل بنجاح حتى اليوم. ليس على مستوى الإمارات فقط بل وصلت للعربي والإفريقي، كما نستلهم من تعبيره: «أنتم أيها السفراء تمثلون الأمة العربية هنا، وعليكم أن تقوموا بمد يد العون لإخواننا في إفريقيا، لأنها أقرب قارة إلينا وفيها ما نحتاجه، ولدينا ما يحتاجونه حتى يصبح تعاوننا في مجال الاقتصاد والمجالات الأخرى مصيراً واحداً».

نهج

تستمر أخلاق الشيخ زايد في الأعمال الإنسانية كمصدر للإلهام والتوجيه. فقيادتنا الحكيمة بنفس النهج الإنساني والخيري والروح الطيبة، لا تقتصر على الإنجازات المادية والبنية التحتية الضخمة في الإمارات، بل تمتد أيضًا إلى مساهماته الكبيرة في تعزيز العدالة الاجتماعية وتقديم المساعدة للمحتاجين. وضمان تحقيق التآزر والتعاون العربي، لأنهم ينظرون لكل العرب كإخوة والتعاون بينهم واجب، كما أكد الوالد المؤسس: «يجب علينا كعرب أن يثق بعضنا ببعض، وأن يكون الأخ في عون أخيه في الشدة واليسر وحتى الأغنياء ليسوا في غنى عن الفقراء، لأنه لولا وقوف الفقير بجانب الغني في البناء والتعمير لما أنجز الغني شيئاً».

إن استمرار هذه الروح الإنسانية في سياسة الدولة وتطلعات قادتها الراهنة يعكس الالتزام المتجدد بقيم الشيخ زايد في تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين جودة حياة الناس في جميع أنحاء العالم. وبهذا الشكل، يتم الاحتفاء والاستفادة من إرث الشيخ زايد في الأعمال الإنسانية بشكل مستمر ومتجدد، ليظل رمزاً للخير والإنسانية في العالم.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار