الإمارات تفتتح أكبر محطة لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي

221

افتتحت الإمارات محطة تحلية مياه البحر “نقاء”، التي تمّ إنشاؤها في إمارة أم القيوين، والتي تعد واحدا من أضخم مشاريع تحلية مياه البحر بنظامِ التناضُح العكسي في العالم.

وتبلغ قدرة المحطة 150 مليون غالون مياه محلاة يومياً، وتعمل وفق نظام المنتج المستقل.

وأنجزت المرحلة الأولى وافتتحت المحطة تجريبياً بسعة إنتاج يوميَّة بلغت 50 مليون غالون خلال النصف الثاني من 2021، في حين أُنجِزَت المرحلة الثانية وبدأت المحطة العمل بكامل سعتها الإنتاجيَّة والبالغة 150 مليون غالون يومياً أواخر عام 2022.

ونُفذ هذا المشروع الضخم بالشراكة بين كل من شركة “الاتحاد للماء والكهرباء”، وشركة “مبادلة للاستثمار”، وشركة “أكوا باور” من المملكة العربية السعودية.

وقال الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات، نائب رئيس مجلس الوزراء، ورئيس ديوان الرئاسة، إن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز قدرة الإمارات على مواجهة التحديات المستقبلية في قطاع المياه، ويعزز نهج الإمارات الاستباقي في التخطيطِ لمُستقبلِ مُستدام.

وقال وزير الطاقة والبنية التحتيَّة، رئيس مجلس إدارة شركة “الاتحاد للماء والكهرباء” سُهيل المزروعي: “إن محطة نقاء بقُدرتها الإنتاجيَّة الضخمة التي تصل إلى نحوِ 50 مليار غالون سنوياً، تُمثل إضافة قويَّة للبنية التحتيَّة لقطاع المياه في الإمارات، وتعد بمثابةِ رافد رئيسي في هذا القطاع يُكفي لتلبيةِ حاجةِ نحو 2 مليون ساكن في نطاقِ المناطق الشماليَّة من البلادِ”، مُؤكدًا أن المحطة الجديدة لا تعزز فقط الأمن المائي للإمارات، بل تدعم أيضًا تحقيق الاستراتيجيات الوطنية نحو تحقيق الاستدامة بمفهومها الشامل.

مشروع أمن مائي استراتيجي

جرى إطلاق “نقاء” بعد إعلان الاستراتيجية الوطنية للأمنِ المائي في عام 2017، وتمثل المحطة واحداً من أهم المشاريع الاستراتيجيّة للبلاد، وذلك بالنظرِ إلى دورها في استدامة إمدادات المياه العذبة وخفض مُؤشر نُدرة المياه.

وكانت أهم الأهداف المُعلنة من إنشاءِ المحطة هي تلبيَّة الطلب المُتنامي على إمداداتِ المياه بالمناطقِ الشماليَّة من البلاد، حيث تقدم شركة “الاتحاد للماء والكهرباء” خدماتها دعماً لمُختلفِ القطاعات الاستهلاكيَّة في تلك المناطق ودفعاً لعجلةِ النمو الاقتصادي فيها.

وتعتمد محطة “نقاء” على تقنياتٍ بديلة ومُبتكرة تهدف إلى خفضِ نسب الطاقة المُستهلكة في التشغيل، من أبرزها مُحولات التردد المُتغيِّر (VFD)، التي تُتيح التحكُّم في المُحركات تبعاً لحاجةِ عمليَّات التشغيل، وتقنيةِ مُبادل الضغط (PX) التي يتم من خلالها تحويل الطاقة من المياهِ المُرتجعة (المالحة) إلى المياهِ المُغذية للأغشية، وهي تقنيات خفَّضت من مُعدلاتِ الطاقة الكهربائيَّة المُستهلكة في تشغيلِ المحطة بنسبةٍ تصل إلى 60 بالمئة.

وتزامن إنشاء وتنفيذ محطة “نقاء” مع تنفيذ حزمة من المشاريع الخاصة بقطاعِ المياه لدعم مُخرجاتها واستيعاب إنتاجها، شملت مشاريع لرفع السعة التخزينيَّة للمياه أهمها مركز تخزين وتوزيع الخريجة بسعة تخزينيَّة تصل إلى 180 مليون غالون، فضلاً عن محطاتٍ للضخ، وعدد من شبكاتِ النقل والتوزيع.

وتتم إدارة المياه المُنتجة من المحطةِ من خلالِ منظومة مُتكاملة للتحكُّم في التدفقاتِ والضغوط، تبدأ من محطاتِ الضخ الرئيسيَّة، مُروراً بخطوط النقل، إلى مراكزِ التخزين الاستراتيجية، ومنها إلى شبكات التوزيع، وُصولاً إلى المُستهلك النهائي.

ويخضع إنتاج المحطة لبرنامج توزيع شامل يضم جميع المناطق التي تقدم شركة “الاتحاد للماء والكهرباء” خدماتها فيها، وتعتمد آليَّة التوزيع وفق هذا البرنامج على عددٍ من العواملِ التي يتم من خلالها تحديد الكمية المُخصَّصة لكلِ منطقة، مثل حجم الطلب، ونتائج دراسات وتحليل توقعاته المستقبليَّة.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار