صفقة الشيطان على مفتاح الجنة !

بقلم: الإعلامي خالد البرغش – الكويت

552

بعد نهاية كل قمة نبرئ الرمة ونُجرم الذمة ونهز فنجان مؤتمراتها ونقدع من خيرات تمراتها تحت طاولة مؤامراتها.

على لم النُقط..على ضمير سقط..على شعب سخط نُقلد الراقصة أوسمة صفقاتها، ونُحزم خصرها بإبرام مناقصاتها، ونتغزل بغنج خِطاباتها.

ونُكرم طبالها على مقام التخت العربي ونحيي سمسارها على إيقاع التراث الشعبي، ونحشد جيوش الشعر بقوافي تسقيها، وبعض شيوخ الدين بمفتين ترقيها، وإعلام فاسد من الشوائب يُنقيها.

بعد نهاية كل قمة يجمع الشعب ماتبقى له من كرامة تحت سفح عزته والشهامة وما ودق من ذُل من على قمة القُمامة متوجة من كومة رِمم على شكل هامة…ترفع شعار الإنفتاح والإنماء ونرفع أيدينا للسماء متضرعين بالدعاء..اللهم أجعله صيباً نافعاً من كلامه.

بعد نهاية كل قمة نحصد مواسم القطاف على تقسيم جسد الوطن على المزيد من المحن على الإنكسار والوهن من سنين العجاف من شُح وجفاف على سراب ثقافة الإختلاف وضمأ التقاء الحضارات والأسلاف على عالم إفتراضي أصبغوه على واقعنا بنظرية ورسمه.

بعد نهاية كل قمة نُصفق لإنتصار الأمة وبعد إعتقال طفل من حضن أمه ، وموت الضمير في وطنه نشجب ونستنكر ما ورد من ظمنه … قد سقط سهواً ضمير لم نذكر أسمه.

بعد نهاية كل قمة نطلق شعارات التعاون والهمة مع أعدائنا وشرذمة من رمة على أطلال حطامنا نرفع سيوفنا المغمدة على صرح ركامنا نحجب عيوننا المرمدة على الجثث الممددة على الطفولة المهددة على سجادة تشريفاتنا المعبدة والمخضبة بدماء شهدائنا وخسائرنا المكبدة ونبحث عن غنائمنا في حربنا المضمده عن عزة عن كرامة عن عدالة مقسمة.

بعد نهاية كل قمة نحلم بالسلام على نمارق معاهدات النعام على الطعام مقابل السلام على الواقع مقابل الأحلام نصحو بعد كل قمة على عزاء الأحلام لم يتبقى حاضر نبني عليه مستقبل الأجيال في شرق قسموه أوصال في وسط مزقوه أميال حتى جيوش العرب غاب ظلهم وغرب لم يتحرك ساكنا قلب أحد لمن غرق أو حُرق لمن قُتل أو سُحِل لمن على الفتنة ضرب وأصاب شعبها في كرب ننصب تمثال للوطن المجهول ونقرأ الفاتحة على ذكريات النصر المزعوم..على القدر المحتوم..على سيف الغدر المسموم..ونمسح بعدها ماء وجهنا بخزي وعار وبسمه.

بعد نهاية كل قمة..من حيث ومن ثُم..من فصاحة اللسان وبلاغة الكلمة، ونقطة أخر السطر.

ودُمتم

ننسف لغة ضاد عروبتنا بتضاد أفعالنا وجريرة سؤتتا وينتهي الخطاب التاريخي على “أقلطو على العشا لا هنتُم”.

قد يعجبك ايضا
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

آخر الأخبار